قال رسول الله (ص): «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».
كما قال (ص): «الصوم جنة يستجن بها العبد من النار».
[صحيح الجامع: 3867]
قال رسول الله (ص): «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيشفعان» [صحيح الترغيب برقم: 984]
وإذا كانت الحسنة بعشر أمثالها.. فإن الصوم قد أخفى الله ثوابه.. وفي ذلك من الإشارة إلى عظم ثوابه ما لا يخفى.. ففي الحديث القدسي قال الله تعالى: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم. إني صائم» [صحيح الترغيب: 1081].
فإن الصيام من الصبر، وقد قال اله تعالى: (ص)إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ،
ولهذا ورد عن النبي (ص) أنه سمى رمضان شهر الصبر، وقال (ص): «الصوم نصف الصبر»
والصبر على ثلاثة أنواع: صبر على الطاعة.. وصبر على محارم الله.. وصبر على الأقدار المؤلمة.وتجتمع الثلاثة في الصوم، فإن فيه صبرًا على طاعة الله، وصبرًا عما حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبرًا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن، وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه، كما قال الله تعالى في المجاهدين: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [لطائف المعارف لابن رجب ص: 168]
وإليك أخي بعض من ثمرات الصيام في الاخرة يدخرها الله لعبده الصائم
1- دخول الجنة: فقد قال رسول الله (ص): «إن في الجنة بابًا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد».
[رواه البخاري ومسلم]
2- النجاة من النار: وفيه وردت أحاديث كثيرة منها: قوله (ص): «من صام يومًا في سبيل الله بعدت منه النار مسيرة مائة عام». [رواه الطبراني/ وانظر صحيح الترغيب 1/414]
وقال (ص): «من صام يومًا في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفًا».
[انظر صحيح الجامع برقم: 6334]
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد تقدم أن الصيام جنة يستجن بها العباد من النار.
3- أن الصوم شعار الأبرار: ففي الحديث قال رسول الله (ص): «جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار، يقومون الليل، ويصومون النهار، ليسوا بأئمة ولا فجار».
[انظر: صحيح اجامع برقم: 3097]
4- أن دعوة الصائم لا ترد: قال (ص): «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر»
[رواه البيهقي، وانظر: صحيح الجامع: (3030)].
5- تكفير السيئات:قال رسول الله (ص): «فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفرها الصيام، والصلاة، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» [رواه البخاري].
اما فضائل الصيام التي تعود على الصائم خيرًا في الدنيا. فمنها:
الأول: صحة الأبدان لقوله (ص): «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه»، يقول ابن القيم في زاد المعاد: (وله – أي: الصيام – تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها).
الثاني: سلامة الأذهان وتصحيح أفكارها، فإن الحرارة الغريزية يثيرها الجوع والعطش ، فيقوى إدراكها لفهم المعاني ، ويكثر تدبرها لما في الأعمال الصالحة من معان.
الثالث: نهضة القوة الحافظة وتقليل نسيانها ، فإن كثرة الأكل تكثر الرطوبة في الجسد وتوجب البلادة في الطبع.
الرابع: خفة حركة الأعضاء للطاعات، فإن الشبع يرخي الجسد ، ويقتضي التثاقل عن العبادة والإبطاء عن الإجابة إليها.
الخامس: خذلان أعوان الشيطان، ونصر أجناد الرحمن.
السادس: رقة القلب وغزارة الدمع.
السابع: إجابة الدعوة وذلك من علامة اللطف والاعتناء.
الثامن: فرحه عند لقاء ربه بصومه.
التاسع: فرحه عند فطره، وليس المراد بأكله وشربه، وإنما المراد فرحة بتوفير أجره عند تمام صومه وسلامته عن قاطع يقطعه عليه.
العاشر: صيانة جوارحه عن استرسالها في المخالفات.
الحادي عشر: المباهاة به يوم القيامة.
الثاني عشر: اختصاصه بالدخول إلى الجنة من باب الريان [مدارك المرام ص78-81].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق